أجمل! ولكن بأي ثمن؟

0

 على مر التاريخ كان الشكل الخارجي هو الهم الشاغل للبشر باختلاف العصور والثقافات والبلدان، وكانت النساء هن أكثر من أصابتهم تلك اللعنة وصُنفن طبقًا لشكلهن الخارجي ولمعايير جمالٍ غريبة جعلتهن يلجأن إلى أكثر الطرق تطرفًا للحفاظ على جمالهن بل زيادة إبرازه حتى لو كانت حياتها -أحيانًا- هي الثمن.

وحيل الجمال تختلف باختلاف الثقافات والبلدان ومعايير الجمال التي تتغير باستمرار وبالتزام السيدات باستماتة في اتباعها؛ ففي أوروبا في بداية الثورة الصناعية كان الخصر النحيل أحد عوامل الجمال التي يجب أن تلتزم بها المرأة، ولأن ليس الجميع يولد بخصر نحيل تم ابتكار "الكروسيه" وهو عبارة عن شيءٍ يقوم بتضييق الخصر لدرجة أن بعض السيدات لم يستطيعوا الأكل ولا التنفس بحرية عندما كنّ ترتدينه.

وصل الأمر أن بعض الرجال ارتدوه أيضًا، خاصةً إذا كان الرجل ينتمي إلى الطبقات الأرستقراطية.

وفي القرن السادس عشر في أوروبا كانت سيدات الطبقة الأرستقراطية تقمنَ بنتف شعر الوجه حتى الحاجبين والرموش، وظهر ذلك واضحًا في بروتريهات الطبقة الحاكمة في ذلك الوقت مع العلم أن نتف شعر الحاجب كان يستخدم كوسيلة من وسائل التعذيب الصيني، ويرجع ذلك إلى اليونان القديمة فهم أول من وصموا السيدات لوجود شعرٍ في أجسادهن واستخدموا شمع النحل في إزالته وكانت عملية مؤلمة جدًا.
 
وفي العصور الوسطى كان الرومان مولعون بالشعر الأشقر لدرجة الجنون، لدرجة أنهم قاموا باستخدام مواد كيميائية مثل ماء الأكسجين في تصفير وتشقير الشعر، سيدات ورجال ولكن انتهى بهم الأمر إلى حرق شعرهم وتساقطه بالكامل ومن هنا ظهرت الباروكة التي كانت شائعة جدًا في تلك الفترة.
 
وفي اليابان كان يتم إجبار الفتيات وهن صغيرات على لبس أحذية ضيقة جدًا لتكبر ومقاس قدميها صغير وسبب هذا تشوهات في القدم وأحيانًا عدم القدرة على المشي.
 
وفي أفريقيا كانت السيدات تلبس حلقة ضيقة في رقبتها مقابل كل سنةٍ من عمرها حتى تصبح رقبتها طويلة وكان هذا بمثابة طوق الاعتقال. 
وفي العصور الحديثة للأسف لم تتحرر المرأة من تلك الحيل بل زادت حدتها خاصةً في آسيا فهم يستخدمون نوع من السمك آكل اللحوم لكي يزيل الجلد الميت من القدم ويُسمى بحمّام السمك، ومؤخرًا ظهرت حيلة وضع نوعٍ معين من الحلزون على الوجه وجعله يتحرك لأن إفرازاته يُقال أنها تساعد على شد البشرة وإفراز الكولاجين.
ومن أكثر أسرار الجمال تطرفًا هي تلك التي كانت تتبعها الملكات في العصور القديمة؛ فأشهرهن على الإطلاق هي كليوباترا التي قيل أنها كانت تستحم دائمًا في وعاء من حليب الحمير لكي تحافظ على جمال بشرتها! بالرغم أن الحيل التي استخدمتها كليوباترا لا تعد متطرفة بالمقارنة مع النساء الأخريات؛ إليزابيث باثوري النبيلة المجرية كانت مهووسةً بجمالها وشبابها وكانت معروفة بالعنف الشديد تجاه الخدم وطبقًا للروايات أنها ذات مرة كانت وصيفتها تصفف شعرها فقامت بشَدِّه فتألمت إليزابيث فقامت بضربها بالمقص ولاحظت أن الدم الذي غطى يديها جعلها شديدة النعومة، ومن هنا جاءت لها فكرة أن تستحم بدماء خادماتها فكانت تعلق الخادمات وتقطع رقبتهن لينزفوا كل دمائهن لتستحم هي بها كل يوم، وعندما تم اقتحام القلعة عُثِر على تلك الخادمات وسيدات من الطبقة الراقية مقتولاتٍ بتلك الطريقة.
 
مهما اختلفت الحضارات والأزمان والبلدان يظل وهم الجمال يطارد البشر خصوصًا السيدات مما يدفعهن لابتكار أغرب الطرق فقط لإرضاء المجتمع والناس من حولهن حتى إذا كانوا سيعانون الآلام في سبيل ذلك. 
السؤال هنا، هل يستحق الجمال كل هذا القدر من الألم؟

لو أنّ عُضيّات الخلية "Cell organelles" تتحَدّث

0

هلّا سمحتَ لي أنْ آخُذَك لنشاهد سَويّا عَرضًا، أبطالُه مُكونَات أصغر وحدات جسمك؟!
إذا كان جوابَك بِالإيجَاب فَهيا بِنا نُشاهد مَاذَا يَجرِي هُنَاك...
"غشاء الخليّة "Cell membrane" وقف يتحدّث إِلى باقي العُضيَّات قَائلًا:
أنتُم مدينون لي بِحيّاتِكم؛ فأنا من أحمِي الخليّة وَأُحيط بِكُم جمِيعًا وأحميكُم، كما أنّني أعمل على تنظيم عبور المواد منها وإِليها.
وَهُنا ثَار غَضبُ الليزوسوم "Lysosome" وقال:
لا بل أنَا أهم مكونات الخليّة؛ فأنا أحميها وأدافع عنها ضِد الميكروبات والبكتيرِيا، أنا جهَازُها الهضمِي وَأنا...
قَاطعته الميتوكوندريَا "Mitochondria": إذا كُنت أنت جهَازُها الهضمِي؛ فأنا جهازُها الّتنَفُسِي، موضِع دَورِة كِربس "Kreb’s Cycle"، مَصدر لإنتاج الحرارة التِي تُساهم في الحفاظِ على درجة حرَارةِ الجسمِ طبيعيّة.
قالت الّنوَاة "Nucleus" بِهدُوء حينَها: هل انتهيتُم جَمِيعًا الآن؟ أنا المسؤولَة عَن انقسام الخليّة والكُل هُنا يَفعَل مَا أقول، إذًا فأنا الأهَم."

عَزِيزِي القَارِئ، أعتذِر عن فصلِك السّريع عَن الأحداث، وَلكن حقيقةً إِنّ عُضيّات خَلايّاك لَا تَتصَارع، بَل تتَشارَك لإتمَام وظيفة أَصغر مُكونَات جسمَك؛ الكُل يَقُوم بِوظِيفَتِه على أكمل وَجه، لَا يَكِلُ وَلا يمل ولا يتذمر، الكل يعمَل مِن أجل هدفٍ واحدٍ هو حيّاتُك؛ فَسُبحَان مَن أَبدعَهم!

Humanization of Cow's Milk

0

تُعتبر رعاية الطفل حديث الولادة أهم مسؤوليات الأسرة والتي تبدأ بإطعامه عن طريق الرضاعة من ثدي الأم ولكن قد يحدث في بعض الأحيان لأسباب متعددة نقص في معدل إنتاج اللبن الذي هو المصدر الوحيد لتغذية الطفل وتضطر الأم للجوء إلى الحليب الصناعي أو إلى الأدوية. 
ولكن يبقى سؤال بديهي بسيط؛ لماذا لا يتم اللجوء إلى أنواع الحليب المعتاد عليها كلبن الأبقار؟ 
الفكرة بشكل عام أن مكونات لبن الأم هي نفس مكونات لبن الأبقار ولكن مع اختلاف تركيزات العناصر المختلفة. 
لبن الأبقار يحتوي على نسبة بروتين أعلى وبخاصة (casein protein) من لبن الأم وذلك يسبب ضرر للطفل في جهازه الهضمي لعدم قدرته على هضمه حيث يوجد في لبن الأبقار بنسبة تصل إلى 82% بينما في لبن الأم 25% فقط.
توصلنا الآن إلى إعادة ضبط نسب مكونات لبن الأبقار ليشابه لبن الأم وهي عملية معروفه بـ (Humanization of cow's milk) وهي تقوم بتعديل نسب البروتين في لبن الأبقار إلي لبن الأم مع رفع نسبة سكر اللاكتوز وهي عن طريق بسترة اللبن تعريضه لدرجة حرارة 60C° لمدة 30 دقيقة ثم يتبع ذلك التبريد السريع وتركه لمدة 4 ساعات حتى يتم فصل الدسم (القشطة) ويصبح لبن منزوع الدسم، ثم يتم أخذ نصف كمية اللبن منزوع الدسم وإضافة الدسم الذي تم فصله (القشطة) وما يساوي الدسم من ماء مع إضافة حديد و فيتامين سي و د (Vitamin C,D) ويتم الخلط الجيد ثم تعقيم اللبن بواسطة تعريضه على 116C° لمدة 15 دقيقة.
بعد هذه العملية يصبح شبه مماثل للبن الأم. يحتوي هذا اللبن على كمية أقل من الحديد ولكن يحتوي على نسبة عالية من النيتروچين وذلك يؤثر بزيادة 25% من نمو العضلات ولكن تبقى الرضاعة الطبيعية أكثر راحة للطفل والأم من الناحية النفسية ويظل لبن الأم متفوقًا في احتوائه على الأجسام المضادة التي لا يمكن تعويضها في أي لبن آخر والتي تظل مهمة جدا لتطوير الجهاز المناعي للطفل وحمايته من الأمراض.

إعداد: عبد الله الحلبي


هل فكرت يومًا في ردع عطستك؟!

0

يشعر بعض الناس بنوع من الإحراج أو الضيق عندما يراودهم شعور العطس ويحاولون كتمه، إذا كنت منهم فهذا المقال موجه لك.
كحالة نادرة في طوارىء إحدى المستشفيات... أبَى الأطباء إلا أنْ يتحدثوا عن ذاك الرجل ذي الـ34 عامًا... 
أحس الرجل كأيٍ منّا بحركةٍ ظاهرةٍ في حلقِه تُؤْذِن برغبةً في العطس، حاول أنْ يتجنب تلك الرغبة ويقاوم ردة فعلتها؛ وبالفعل سرعان ما تلاشت؛ حينما أحكم غلق فمه وأنفه ليردعها بقوة، ولكن هيهات أنْ تعود بسلام دون الثأر من رادعها؛ فتعود محطمةً الجانب الخلفي مِن حلقِه تاركةً إياه غيرَ قادر على بلع الطعام أو إخراج الصوت!
وليس تحطم الجانب الخلفي بالشيء نادر الحدوث، ولكنّ النادر هنا كان سببه؛ حيث أنّ أسبابه المعتادة تتأرجح بين اصطدام حادثي، أو قيء شديد متواصل لمواد تفوق صلابتها ميوعتھا، أو سُعال مزمن.
ونظرًا لما قد يلقاه صاحبنا مِن تداعيات ومشاكل؛ كان من الأفضل مكوثه في المستشفى، ليتغذى بواسطة أنبوب حلقي مع حَقنه بمضادات حيوية في الوريد؛ حتى يزول الألم وتستعيد الأنسجة والعضلات قوامها الطبيعي لتزاول مهمتها من جديد.
ليخرج بعد سبعة أيام، مع التأكيد الشديد على أنه لن يعود لفعلته ثانية؛ حيث أنّها بالإضافة إلى ما سببته يمكنها ثقب غشاء الأذن، أو تمارس سلطتها على رئتيك محدثةً احتجاز للهواء بينهما، أو تثأر بطريقة أشد قسوة مسببةً تجمع دموي في الأوعية الدموية الخاصة بالمخ. 

فرجاءًا لا تحاول منع ردات فعل جسمك الطبيعية مهما كانت غير مهمة من وجهة نظرك؛ فتَمنعَك مما هو ذو أهمية قصوى لديك، وكأنّها تخبرك في سخرية ألا تستهين بقدراتها ثانية...

إعداد: هاجر السيد


ألا يصدق الأطباء النساء؟

0

يعرف الأطباء والممرضون ومعظم العاملين في المجال الطبي أن النساء بشكل عام تمِلنْ لتضخيم الشكاوى وخصوصًا في حالات الآلام المفاجئة في غرف الطوارئ؛ وذلك لأسباب كثيرة تتعلق بالحالة النفسية والرغبة في جذب الانتباه والتعاطف من الغير، وحتى بفعل الهرمونات التي تلعب دورًا في ذلك؛ مما يولد إحساس بالتجاهل النسبي لآلام النساء عن الرجال. فيتم التعامل معها على أنها ناتجة غالبًا عن حالة نفسية حتى تظهر أعراض جدية تثبت عكس ذلك.
التفرقة في التعامل بجدية مع آلام النساء وخصوصًا متوسطات العمر اللائي تبدو حالاتهن الصحية جيدة في المجمل يدق الكثير من أجراس الإنذار؛ وذلك لأن الألم مصطلح غير موضوعي -بشكل عام-، والطريقة الوحيدة تقريبًا لمعرفة شدته وتحديد طريقة التعامل معه هي التواصل مع المريض لمعرفة الشكوى بدقة والتأكد من أن المريض لا يبالغ لأي سبب كان وتحديد إلى أي مدى يحسُن تصديق المريض.
في دراسة بعنوان "The Girl Who Cried Pain: A Bias Against Women in the Treatment of Pain" رصدت الأبحاث أن فرص النساء أقل في الحصول على علاج قوي لتسكين الآلام عن الرجال، وأنه في كثير من الأحيان يعتبر الأطباء آلامهن نفسية أو عاطفية؛ وبالتالي لا تستلزم علاجًا في الأساس.
في بعض الأحيان وخصوصًا في حالات أمراض البطن يؤدي هذا الانحياز إلى تأخير تشخيص الحالات التي تحتاج عناية فورية مثل التهابات الزائدة الدودية أو أمراض الرحم والمبايض، إذ يتم تشخيصها تشخيصًا خاطئًا بأنها اضطرابات نفسية.
كما يصل الأمر لأمراض الآلام المزمنة مثل: fibromyalgia وchronic fatigue syndrome، التي تعد من الأمراض الغامضة حتى الآن، ولا يوجد الكثير من المعلومات حول علاجها أو تشخيصها بشكل دقيق. فقد أوضحت الاحصائيات أن النساء أكثر عرضة للتشخيص بهذه الأمراض تسع مرات أكثر من الرجال! يُعتقد أن الأطباء يميلون لتشخيص الإناث بهذه الأمراض أسرع من الذكور عند عدم وجود سبب واضح للأعراض.
النساء -بشكل عام- أكثر إصابة بالكثير من الأمراض التي تسبب الآلام المزمنة مثل الروماتويد و"آلام العضلات التليفية" fibromyalgia وأمراض المناعة الذاتية بشكل عام.
بالرغم من التقدم الطبي الكبير في الفترة الأخيرة إلا أنه يجب الاعتراف بمحدودية معرفتنا عن الألم وكيفية التحكم فيه، ومازلنا نحتاج لكثير من الأبحاث لإيضاح آليات حدوث الألم واختلاف الشعور به بين الجنسين؛ للوصول للطرق المثلى للسيطرة عليه دون الاستهانة بآلام النساء أو الرجال على حد سواء.

إعداد: مصطفى عبد المجيد

http://aliatwa.bcz.com/%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%b3%d8%b9%d8%a7%d9%81%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%a9-%d9%84%d9%84%d8%ba%d8%b1%d9%8a%d9%82/
https://www.flickr.com/people/183695636@N07/
https://www.flickr.com/photos/183695636@N07/48591548527/in/dateposted-public/
https://www.flickr.com/photos/brentos1236/6289740051/in/photolist-e6awMs-5KJapj-7Uj3sv-8dM8UF-3GRRkx-28ysgBN-bermY-i1M7yv-L7EPB6-Msvj7f-9phCTA-3u6ku7-9ceLez-e64Uik-eUoxco-9kSbA8-6n92i2-bpEA3L-9KrbZm-aBd8zv-bdfmd-7GA6TP-9A2mwB-ozbyQs-e69RvS-cHoCwN-dfJ8Wu-e3vZPR-e69Nt9-uQPX9e-Ppj3k-eir8fZ-aBfP7J-9PgFXN-Lrw7F-EjCFC-nyQMn-4fQx7R-Lrwa2-7wNfz8-9pc7dT-6DjnJ-9fpXoP-9XACBB-5UbgzR-5PF6ko-5dmL1G-azNyzZ-yK5ai-MabC8
https://www.flickr.com/photos/183695636@N07/48591769146/in/dateposted-public/
https://www.pinterest.com/pin/672936369304085803

تتحدَّث إلى نفسك؟ حسنًا فأنت على ما يرام.

0

عند قراءتك للعنوان قد يخطر في ذهنك المشهد الشهير للممثل نور الشريف في مسلسل "لن أعيش في جلباب أبي" وهو يكلم نفسه وفي حيرة من أمره، ولربما وٌضِع أحدكم في موقف مشابه من قبل ودخل عليه أحد أفراد عائلته وهو يكلِّم نفسه، وبالتأكيد شَعُرَ بالإحراج الشديد ووُصِف بأنه قد جُنَّ جنونه!
ويبقى السؤال الهام: هل يُعَدُّ وَصْفُنا لهذا الفعل بأنه من سمات المُختلِّين عقليًا وصفًا صحيحًا؟


لا عَجَب في أنك عندما تُقبِل على اتخاذ قرار هام في حياتك، فإنك تُجري حديثًا داخليًا مع نفسك للتفكير فيه، وهذا الحديث يجعلك ترتب أفكارك جيدًا وتضع خططًا منظمة للوصول إلى النتائج المرغوبة. في أحد الدراسات العلمية وُجِد أنه إذا توقف الإنسان عن التحدث إلى نفسه -سواءً كان الحديث داخليًا أو بصوت مسموع- فإن مخه يعمل بشكل يشبه مخ القردة! حيث طُلِبَ من المشاركين في هذه الدراسة أن ينطقوا بكلام غير مفهوم بصوت عالٍ ومسموع وفي نفس الوقت عليهم أن يقوموا ببعض المهام باستخدام حاستَيْ السمع والبصر. ولأن الإنسان لا يستطيع أن يتحدَّث بأكثر من شيء في وقت واحد، فهذه الأصوات غير المفهومة لم تمكِّنهم من أن يوجِّهوا أنفسهم إلى ما يجب فعله في كل مهمة، وبالتالي لم يؤدُّوا المهام كما ينبغي، وهذا حقًا ما يحدث في مخ القردة.

ولعلَّ بعضكم يتساءل: لماذا يجب أن أحدِّث نفسي جهرًا بصوت مسموع إذا لم يكن هناك أحد يسمعني؟ ما الفائدة من ذلك؟!
ثَبُت علميًا أنه عندما يتلقى الإنسان التعليمات في شكل مسموع لتنفيذ عمل معين، فإن مخه يعمل بكفاءة وتركيز أكبر مما يعمل عندما يتلقاها مكتوبةً كما في كتب الإرشادات. وقد وصف المؤلف شاد هيلمستيتر في كتابه “What To Say When You Talk To Yourself” أن الإنسان مُبرمَج بواسطة أفكاره. بل إنه عندما يسمع نفسه بوضوح، فإن عقله كثيرًا ما يُصدِّقه، وبالتالي تصبح لديه قدرة أكبر على التحكم في تصرفاته. وهذا يفسر رؤيتنا لبعض لاعبي التنس وهم يوجِّهون لأنفسهم كلماتٍ تحفيزية بصوت عالٍ أثناء اللعب لتساعدهم على التركيز أكثر والمضي قدمًا، ويفسر أيضًا الفارق الكبير في الاستيعاب بين المذاكرة الجهرية ومجرد القراءة الصامتة. وجديٌر بالذكر أن هناك أمراضًا عقلية -كمرض انفصام الشخصية- تدفع المريض ليكلم نفسه كثيرًا بما يدور في عقله، ولكن الاختلاف هنا في أن هذا الحديث ليس نابعًا من إرادة المريض، بل هناك قوة أخرى تدفعه لذلك.

فإذا كنت ممن يتسامرون مع أنفسهم ليلًا في غرفتهم، فلا تُلْقِ بالًا لمن ينْعَتُك من أهلك أو أصدقائك بالمجنون. فقط واجههم بتلك الحقيقة التي لا يعرفونها، ولا بأس في عدم اقتناعهم بها وتلقِّيك للمزيد من سخريتهم حينها، وتذكَّر جيدًا أنك تحاول القيام بعمل عظيم؛ ألا وهو السيطرة على
أكثر الأشياء المادية تعقيدًا في الكون.


علاج جديد لمرضى سيولة الدم

0

مرض "الهيموفيليا" أو ما يُعرف بسيولة الدم هو مرض وراثي يحدث نتيجة غياب أو خلل في أحد البروتينات (العامل الثامن) التي تساعد تجلط الدم ووقف النزيف، ويحتاج مريض الهيموفيليا ثلاث جرعات على الأقل أسبوعيًا من هذا البروتين، لأن أي إصابة صغيرة يُصاب بها المريض قد تؤدي إلى نزيف حاد، و لكن مع العلاج الچينى الجديد فإن جرعة واحدة فقط قد تصبح فعالة أكثر وتفي بالغرض.

ويتكون العلاج الچيني الجديد من ڤيروس مُعدل وراثيًا يحتوي على تعليمات لتكوين البروتين الذي يساعد في تجلط الدم، ويعمل الڤيروس كساعي بريد لنقل وتقديم المعلومات الوراثية للكبد لتقوم فيما بعد بتكوين هذا البروتين.

تم اختبار العلاج الچيني باستخدام جرعات كبيرة في مستشفى Barts Health NHS Trust على 13 مريض وبالفعل تم شفاؤهم من دون حاجة للعلاج بعدها، ومن ضمنهم 9 أشخاص استطاعوا الوصول لمستويات شبه طبيعية من البروتين، في حين أن الجرعات الصغيرة من العلاج لم يكن لها أي تأثير، برغم التباين الواسع للاستجابة للعلاج الچيني لدى بعض الحالات، وجهلنا بالمدة التي سيظل فيها هذا العلاج فعّال، وبالطبع التكلفة العالية له، إلا أنه يظل أمرًا مذهلًا حقًا أن يستطيع مرضى سيولة الدم ممارسة حياتهم بشكل طبيعي بدون أي تخوف أو قلق.